المستشار ” عماد أبوهاشم ” يكتب من تركيا : ليس صلحًا و إنما استسلامٌ مشروط
يلهثون وراء الدولة ـ منذ خمس سنواتٍ خَلَتْ ـ بتوسلاتٍ يُسَمُّونها مَجازًا مبادراتٍ للصلح و هى فى حقيقتها عروض استسلامٍ مشروطٍ بالسماح لهم بالعودة إلى مصر و إطلاق سراح سجنائهم فيأنف أولو الأمرالنظر إليها و الرد عليها لاستحكام يأسهم من انصلاح هؤلاء .
و لو أنهم وجدوا بارقة أملٍ لقبول توسلاتهم لسارعوا زُلفى إلى الاعتراف ـ صراحةً ـ بشرعية النظام القائم و تبرئته من كل ما نسبوه إليه ، ليس مّنًّا منهم عليه و إنما إقرارٌ بالحق الذى حجبوه انتظارًا للمقايضة عليه .
و مع ذلك أجدُ من يتهمنى منهم أننى أسعى لاسترضاء النظام بما أكتبه مؤخرًا طلبًا للعودة إلى مصر فيُسقِطون بغيًا علىَّ ما يُضْمِرون ـ هم ـ بأنفسهم و يُنْكِرون علىَّ قول الحق أنْ اسْتَبَقْتُهم إليه سبيلًا قبل أنْ يقايضوا عليه ثم َّيأذنوا للناس أنْ يَؤوبُوا إليه و يُقروا به ، كمثل فرعون إذ قال لسحرته لما آمنوا بنبوة بموسى ” آمنتم به قبل أنْ آذن لكم … “ .