رأي المصري

” رامي جان ” يكتب : لماذا تحالفت مع جماعة الإخوان ؟

في أخر حوار له عندما سئل الفيلسوف العلماني برتراند راسل عن الرساله التي يريد ارسالها الي الشباب و الاجيال القادمه 

قال

“اذا اردت البحث في حل اي مساله  او مناقشه فلسفه ما ، اي كان مصدر هذه الفلسفه ، فقط اسال نفسك ، ما هي الوقائع و الاحداث و ما هي الحقيقه التي تعزز تلك  الوقائع و الاحداث ؟!

لا تترك نفسك مطلقا ان تتاثر  بما تتمني ان تؤمن به او ربما تتخيل ان ما تؤمن يجعلك تتخيل انه قد يحمل اثار اجتماعيه مفيده لو امنت به فقط و هذا خطاء شائع 

اراد  راسل ان يرسل رساله و يقول لا تصدق الا الافعال فربما الحديث غير واقعي او مجرد واجهه  لذلك  فعليك دائما بمراقبه الحقيقه علي ارض الواقع فقط لا غير 

‏و قبل ان تعلق المشانق و يبداء الجميع في القاء التهم ، يجب ان نتفهم ان ظاهره الانشقاق او اعاده النظر في الموقف السياسي  ليست بالظاهره الجديده بل هي واحده من الاحداث الثابته و المتكرره عبر التاريخ فقد ارتاي ” موريس دوفرجيه ” اول المنظرين الذين ناقشوا ظاهره الانشقاق السياسي 

ان ظاهره الانشقاق لا تحدث بشكل مفاجئ ، انما تمر بعده مراحل ، اولها مرحله المعارضه الداخليه يعقبها مرحله الصراع الداخلي من ثم يحدث الانشقاق و الاغلب و الاعم يمكن ايعاذ ظاهره الانشقاق السياسي في مصر الي شخصنه السلطه و القرار في التيارات السياسيه المختلفه و غياب الطابع الديمقراطي 

اما عن نماذج الانشقاقات السياسيه او اعاده النظر في الموقف السياسي اطلق عليها ما تشاء ، كثيره و متعدده 

بدايه من انشقاق مكرم عبيد باشا عن حزب الوفد و تاسيسه لحزب الكتله الوفديه ، ذلك الحزب ااذي انضم اليه البابا شنوده الثالث قبل ان يسلك طريق الرهبنه فيما بعد ، و قد روي البابا شنوده في سيرته ان اول صدام بينه و بين الدوله كان بسبب قصيده في “هجاء” النحاس باشا رئيس الوزراء ذلك الوقت قال فيها 

الشعب منك تبرم

و الي الله تظلم 

و انت في الحكم تلهو

و في الملاء تتهكم

تلهو و تظهر نبلا 

حتي انبرم لك مكرم

‏و كم يشبه اليوم البارحه و كم يشبه وصف النحاس باشا في ابيات البابا شنوده بعض الشخصيات التي كنت اكن لهم كل الاحترام و لكن كما يقول الفيلسوف البريطاني راسل “وحدها الاحداث و الوقائع ، لا تنظر الي اي شئ اخر “ 

و قبل ان نخوض في تفاصيل رحلتي مع جماعه الاخوان المسلمين و تيار اسطنبول يجب ان نطرح السؤال الصحيح في البدايه ، لماذا تحالفت مع جماعه الاخوان المسلمين ؟! 

اولا انا من هؤلاء الذين لا يؤمنون ياي شئ سوي التجربه ، و قبل ان يتهمني البعض باي شئ يجب ان نعلم جيدا بان الجميع تعامل و تواصل مع جماعه الاخوان المسلمين بدايه من الملك فاروق و مرورا بعبد الناصر و السادات و مبارك و حتي الرئيس السيسي

لماذا 

لوجود ظرف تاريخي دفعهم الي ذلك ، كان لكل منهم مبرراته و دوافعه التي دفعته ليخوض التجربه مع الاخوان المسلمين 

اما عني فكما قلت سابقا ، انا اؤمن بالتجربه وحدها التجربه هي المقياس الحقيقي لاي حقيقه في الحياه 

فكيف يحكم  المجتمع علي مجموعه من الاشخاص دون خوض التجربه معهم و كان السؤال الرئيسي ، هل خاض كل المجتمع التجربه مع الاخوان و خرج بنفس النتيجه ؟! بالطبع لا 

ربما العامل المشترك و الارضيه التي جمعتني بجماعه الاخوان يوم ما هي ثوره ٢٥يناير

و حقيقه الامر لا يعنيني كيف ينظر البعض لثوره يناير هل هي ثوره ام هي مؤامره يكفيني الدافع الشخصي للمشاركه في ثوره يناير و هو التغيير للافضل ليس اكثر او اقل

‏قد ينظر البعض الي ثوره يناير كمؤامره ارادت تخريب مصر و لكن نقطه الحسم هنا هو ان تسال نفسك

 لماذا شاركت في ثوره يناير ؟! 

هل كان الهدف من المشاركه في ثوره يناير هو التخريب ام الاصلاح ، استطاع الاخوان بعد فتره قصيره ان يسرقوا ثوره يناير بل و وصل الامر الي تزيف الحقائق المعروفه للجميع .. 

اتذكر في احدي المناقشات مع احد الاعلاميين التابعيين للاخوان في تركيا قال ان ثورات الربيع العربي ما هي الا ثورات اسلاميه في مغالطه واضحه للحقيقه و كان ردي بان التحرك الاول في تونس و  مصر كان من خارج التيار الاسلامي بل في بدايه الثوره امتنع التيار الاسلامي عن المشاركه و لم يشارك الا بعد القبض علي عدد من القيادات التابعه لجماعه الاخوان في مصر 

قد يشارك مجموعه من البشر في نفس الحدث و لكن تختلف الاهداف من شخص لاخر و من مجموعه لاخري نقطه الحسم هنا هو الدافع الشخصي وراء المشاركه في الثوره و كما قلت سابقا كان هدفي هو الاصلاح فقط لا غير و لكن “تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن “

‏ربما كانت الازمه الاولي و الصدام الاول بيني و بين الجماعه او تيار اسطنبول عامه بسبب غياب الاستراتيجيه و الرؤيه

ربما يظن البعض ان في وصف كلمه استراتيجيه او سياسات او خطط مساله معقده و انها تنطوي علي نوع من انواع الكهنوت و التصورات التي لا يمكن لاي شخص ان يفهمها 

فالاستراتيجيه لا تستطيع ان تعرض نفسها في ابسط شكل و يجب ان تكون مفهومه للجميع لان الاستراتيجيه تترتب عليها سياسات لابد ان تكون مفهومه للجميع و الا كيف يستطيع البعض ان يدافع عنها اذا لم تكن مفهومه ؟! 

ربما تاتي التعقيدات بسبب الخلط بين معني السياسه و معني السلطه فالسياسه يمكن ان تكون وسيله للسلطه اما السلطه من المستحيل ان تكون وسيله للسياسه 

في عام ١٩٤٠ اعلن المارشال الان بروك رئيس هيئه اركان حرب الجيش البريطاني عن استراتيجيه الحلفاء 

قال ” سوف نعطي اهميه للميدان الاوروبي و لابد من ايجاد طريقه للقفز الي اوروبا عن طريق شمال افريقيا و جنوب ايطاليا و هنا استطاع الجميع ان يفهم استراتيجيه الحلفاء في الحرب فكل شئ واضح “ 

اما بالنسبه لجماعه الاخوان المسلمين و تيار اسطنبول كان كل شئ غامض و غير مفهوم فغموض الاستراتيجيه و السياسات جعلتني اشعر ان هناك قوي اقليميه تتحكم في المشهد و ان تيار اسطنبول ما هو الا اداه في يد تلك القوي الاقليميه و عندما بدائت التصريح بهذه المخاوف بداء التعامل معي بعدوانيه و هو نفس الشعور الذي وصفه المستشار عماد ابو هاشم حيث قال ان الجماعه مختطفه من قوي خفيه

‏بالطبع من الصعب ان اشرح و استرسل في تفاصيل سبع سنوات في هذا المقال لذلك فلتكن هذه مجرد البدايه 

كنت قد قررت البدء في مشروع كتاب  سيحمل نفس عنوان هذا المقال و سيتم طرح الكتاب في معرض الكتاب القادم و لماذا هذا العنوان لان هذه هي خطيئتي الكبري ، لاني قررت ” الصمت ” حين كان يجب علي الحديث و اتحدث اليكم بصدق هناك عشرات النماذج التي تريد الحديث هي الاخري و لكن يمنعها ما كان يمنعني ! 

كان يمنعني الاعتراف بالخطاء ، كان يمنعني خجلي من مواجهه نفسي بالحقيقه ! 

ربما بدأت الطريق و القيت حجرا في المياه الراكده عندما قررت العوده الي مصر و لكن تاكدوا باني لن اكون الاخير و ان اخرين سوف يتحدثوا و ان تيار اسطنبول في طريقه للانهيار عاجلا ام اجلا

لماذا ؟!

لان ما بني علي باطل فهو باطل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى