رأي المصري

جيهان جادو تكتب ” إيجابية التعايش “

بقلم الدكتوره : جيهان جادو

موضوعنا اليوم هيكون عن التعايش ليس فقط التعايش بمعناه الحرفي لكن كيف يكون التعايش إيجابياً ؟ 

كثير من الناس في حياتنا عندهم قدره كبيره علي التآلف والتعايش السلمي بين المجتمعات هؤلاء ،  غالبا مايكونوا متصالحين مع أنفسهم معتدليين الآراء ينبذون الفكر المتطرف ويعبرون عن أنفسهم بأساليب راقيه داخل مجتمعاتهم وخارجها لكن ! متي تكون إيجابي التعايش هل يكفي أن تكون متصالح مع نفسك وان تكون صامتا معظم الوقت سواء كنت راضيا أو معارضا أو أنك تكون راقيا في تصرفاتك مع الآخرين وتحب لهم ماتحب لنفسك 

أعلم أن أول ما يتبادر للذهن بكلمة تعايش هي التعايش بين الأديان وهي قبول جميع طوائف المجتمع واحترام جميع الأديان الأخري. لكن فكره التعايش التي أقصدها هنا هي التعايش المجتمعي  

فالمجتمع لابد وأن يكون  نسيج واحد  لكن مما لاشك فيه أن  الاختلاف المحمود لا جدال عليه فنحن نتعرض في دولنا العربيه الي أزمات حقيقيه أثرت علي كل المفاهيم لدينا وأصبحت حجر عثر في سبيل التنميه والنهضة ، فالمواطن ليس مطالب فقط بأن يكون متعايشاً سلميا مع نفسه ومع الآخرين لكنه مطالب وبالدرجه الاولي أن يكون مواطنا إيجابيا عندما نري الدول الاوروبيه تحظي دوما باهتمام عالمي لترسيخها لفكرة التعايش السلمي بين الأديان ليس فقط بل تسعي جاهده لأن تضع معيار للإيجابية المطلقه في هذا التعايش نجد دوما اننا انحرفنا عن هذا الهدف الذي كان هو المبدأ والاساس للإسلام الحنيف والذي علمنا إياه رسولنا الحبيب ، لماذا تخلينا عن مبادئنا لمجرد انزلاقنا للأفكار المتطرفه والمتعصبة  ولا أقصد هنا التطرف الديني والتشدد،  بل اقصد التشبث بالرأي والمجادلات الفارغة .داخل كل منا يقين بأنه الأفضل بل الأصلح و الأجدر لكن لم ندع ولو لمره عقولنا تحكم أو تختار وترى وتستشعر . السؤال هنا متي وكيف اكون إيجابياً ؟ 

المعادلة هنا صعبة أو بالأحرى السهل الممتنع حتي اكون صادقه في التعبير الإيجابية في التعايش لا تحتاج لوقت بل تحتاج كل الوقت نعم نحتاج أن نكون إيجابيي التعايش دوما لكن الأمر هنا متعلق بالكيف ! نعم الكيف ! كيف لي أن أكون متعايشاً داخل مجتمع يجمع العديد والعديد من الفصائل والطوائف ؟ كيف التعايش الإيجابي مع الفقير والغني والقادر وغير القادر ؟ كيف لي أن اتعامل مع سلبيات وإيجابيات المجتمع ؟ ، فمما لا شك فيه هو أنه لايوجد مجتمع خالي من السلبيات وأعتقد في وجهة نظري ان معالجة السلبية بالسلبية هي من أخطر العوامل المدمرة لأي أمه.  عندما اشعر بقيمة الوطن وأخشى عليه من الأزمات اكون إيجابي الشعور لكن هناك فرق كبير بين الشعور والعمل ، فالإيجابية في المشاعر محموده لكن تأثيرها ضعيف . 

كلامي هنا موجه للشباب لأنهم هم الحصان الرابح دوما لرفعه المجتمعات لا يكفي أن أقف متفرجاً  وانادي بشعار حب الوطن . نعم فجميعنا يحب الوطن لكن بدرجات ، فهناك من يقتل في سبيل الوطن وهناك من يعمر ويبني وهناك من يعمل ليل نهار ، فلماذا نكون أقل درجه ؟ 

التعايش الإيجابي هو ألا تجعل من سلبيتك وباءً يمتد للآخرين وان تجعل من تعايشك السلمي شعارا للعمل وليس شعارا يلصق علي الأوراق . 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى