فشلت في المتاجرة بقضية ” خاشقجي”.. هكذا احبطت عودة أحمد بن عبدالعزيز إلى السعودية مخطط قطر
على زين العابدين
يوما بعد آخر تخفت قضية متاجرة قطر بقضية مقتل
الصحقفى السعودى جمال خاشقجى ، والذى لقى مصرعه
فى القنصلية السعودية بإسطنبول مطلع الشهر الماضى.
“الحرب المفتوحة التي تشنها قطر على المملكة العربية
السعودية فقدت معظم زخمها على الرغم من الجهود التي
تبذلها الدوحة من أجل إبقاء قضية مقتل المواطن السعودي
جمال خاشقجي في إسطنبول موضع اهتمام الإعلام
العربي والدولي”..هكذا كشفت مصادر عربية
كواليس ما يحدث بالدوحة لافتة إلى أن العامل الذي لعب
في الأيّام القليلة دورا أساسيا في تراجع الحملة القطرية،
على الرغم من الإمكانات الكبيرة التي توظف في قضية
جمال خاشقجي، تماسك الأسرة الحاكمة في المملكة
العربية السعودية.
مراقب للوضع الداخلي السعودي لفت إلى تفتت مراكز
القوى التي كانت قائمة في أيّام الملك عبدالله بن عبدالعزيز
وقبله الملك فهد بن عبدالعزيز، وذلك في ضوء غياب الأمير
سلطان بن عبدالعزيز والأمير نايف بن عبدالعزيز والملك
عبدالله بن عبدالعزيز نفسه، في حين تمترس آل فيصل، أي
ابنا الملك فيصل، خالد وتركي، بالقرب من الملك سلمان.
وارتدت عودة الأمير أحمد بن عبدالعزيز إلى الرياض أهمّية
خاصة نظرا إلى أنّه الأصغر سنّا بين الأمراء السديريين
السبعة الذين لم يبق منهم سوى هو والملك سلمان الذي
اختار كسر القاعدة المعمول بها وتعيين ابنه محمّد وليّا
للعهد.
وسبق لأحمد بن عبدالعزيز أن تولّى وزارة الداخلية وراهنت
قطر على أن بالإمكان إحداث انشقاق في الأسرة الحاكمة
السعودية يمهد لاستبعاد ولي العهد الأمير محمد بن
سلمان. وأشار مراقبون إلى أن الحملة المركزة التي تشنها
وسائل الإعلام التابعة لها تجاوزت كل الحدود المرعية في
منطقة الخليج حتى في إطار الخلافات.
وفق المصادر التى صرحت لجريدة العرب اللندنية فإنها
أشارت في هذا المجال إلى حدثين بارزين يؤكدان هذا
التماسك، أولهما عودة الأمير أحمد بن عبدالعزيز إلى
الرياض قبل أيّام واللقاء الذي عقده مع شقيقه الأكبر
العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز. أما الحدث
الثاني فكان الكلمة التي ألقاها بالإنكليزية في واشنطن
يوم الأربعاء الأمير تركي الفيصل الرئيس السابق
للمخابرات السعودية الذي كان يرعى جمال خاشقجي.
وقالت العرب اللندنية :”ويذكر في هذا المجال أن تركي
الفيصل كان يعتمد اعتمادا كبيرا على جمال خاشقجي
الذي بقي فترة طويلة من المقربين إليه. وبلغت هذه الرعاية
اصطحاب تركي الفيصل لخاشقجي معه كملحق صحافي
إلى واشنطن ثمّ لندن بعد تركه العمل كرئيس للمخابرات في
العام 2001 وتعيينه سفيرا للمملكة لدى الولايات المتحدة ثم
لدى المملكة المتحدة.
وفي حين أكّدت عودة أحمد بن عبدالعزيز إلى الرياض
التماسك داخل أسرة آل سعود، فإن كلمة تركي الفيصل
أمام “مجلس العلاقات الأميركية – العربية” في واشنطن
كشفت إصرارا لدى الرئيس السابق للمخابرات على وضع
قضية جمال خاشقجي الذي قتل في القنصلية السعودية
في إسطنبول في إطارها الصحيح. وتمثّل ذلك في الإدانة
الواضحة للجريمة وصولا إلى استشهاد تركي الفيصل
بقول القرآن الكريم “أنّه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد
في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا” مع الحرص على أن
تأخذ العدالة مجراها والاقتصاص من الذين وراء الجريمة.
لكن الرئيس السابق للمخابرات أكّد في المقابل أن لا بدّ من
وضع القضية في إطار أوسع هو إطار العلاقات الأميركية
– السعودية والعلاقات بين البلدين التي تعرّضت لهزات قويّة
في الماضي، لكنها استطاعت تجاوز هذه الهزات وزادت
عمقا مع الوقت. وأعطى مثلين على هذه الهزات، أولهما
حظر النفط في العام 1973 والآخر العمل الإرهابي الذي
وقع في الحادي عشر من سبتمبر 2001، واستهدف
واشنطن ونيويورك، والذي وقف خلفه تنظيم “القاعدة”
الإرهابي بزعامة أسامة بن لادن (مواطن سعودي).
واعتبر مراقبون في واشنطن كلمة تركي الفيصل بين
الأفضل إلى الآن في الدفاع عن المملكة العربية السعودية
وعن الملك سلمان والأمير محمّد بن سلمان وليّ العهد.
وفسّر هؤلاء المراقبون هذا الموقف بالتماسك القائم بين آل
سعود في حال وجود خطر خارجي من جهة وغياب أي
تكتلات داخل العائلة تستطيع الوقوف في وجه محمد بن
سلمان من جهة أخرى.
وقال المراقبون أنّ غياب التكتلات داخل العائلة عائد إلى
وفاة الأمراء الكبار من أبناء الملك عبدالعزيز، فضلا عن
غياب عدد لا بأس به من الأحفاد الذين كان يمكن أن
يشكلوا مراكز قوى في وجه العاهل السعودي وولي العهد.
ومن بين هؤلاء الأحفاد الأمير محمد بن نايف وليّ العهد
السابق والأمير متعب بن عبدالله الذي كان يطمح إلى أن
يكون خليفة لوالده الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز في
يوم من الأيّام.