«المجر» تُحذر من جنون أوروبي بشأن الطاقة وتُؤكد: وضعنا آمن ولدينا مصادر متنوعة

أكد وزير خارجية المجر «بيتر سيارتو» أن الموقف الأوروبي تجاه الطاقة يتسم بـ«الجنون»، خاصة فيما يتعلق بمحاولات فرض التنوع في المصادر.. جاء ذلك خلال مشاركته في مؤتمر الطاقة بموسكو، مضيفاً أن أمن الإمدادات بالنسبة لبلاده هو «موضوع واقعي» يعتمد على الفيزياء والرياضيات والخبرة، وليس على قرارات سياسية أو أيديولوجية.
الوزير المجري، قال إن التنوع الذي تروج له بروكسل لا يعني التخلي عن المصادر الرخيصة والموثوقة، موضحاً أن معنى التنوع في لغة المجر هو «مصادر طاقة أكثر وطرق استلام أكثر»، وليس استبدال مصدر بآخر، محذراً من أن بروكسل تدفع دول الاتحاد الأوروبي لاستبدال مصادر الطاقة الرخيصة بمصادر غالية وغير معتمدة عليها.
وأضاف «سيارتو» أن هذا التوجه لا منطق فيه من وجهة نظر المجر، مؤكداً أن المصادر المعتمدة لبلاده تُمثل أساس سيادتنا، وقال إن التصريحات السياسية لن تتمكن من «تدفئة بيوتكم أو تشغيل مصانعكم».
وأوضح وزير خارجية المجر، أن مسألة استلام الطاقة تخضع لـ 3 محاور رئيسية، الأول الفيزياء، مؤكداً أن وجود البنية التحتية الصحيحة والأنابيب ضروري لاستلام الطاقة ولا تكفي الرغبات أو الأفكار النظرية، والثاني الرياضيات، حيث يتطلب الأمر مقارنة بين حجم الطاقة المستلمة والطلب لتحديد ما إذا كانت الأنابيب من مختلف الدول تلبي هذا الطلب، والثالث الخبرة، التي تعتمد على التعاون مع الشركاء ومعرفة من هو الشريك المعتمد عليه.
«سيارتو» أكد أن المجر، تُولي أهمية كبيرة لتعاونها في مجال الطاقة مع روسيا، وقال: «بالاعتماد على خبرتنا، روسيا لم تخذلنا أبداً»، مضيفاً أن الإمدادات دائماً كانت في وقتها وتُلبي الطلب وتلتزم بالعقود رغم اختلاف الحجم، متسلائلاً.. لماذا علينا فجأة أن نرفض هذه العقود؟».
وأشار إلى أن المجر حالياً في وضع «آمن» فيما يخص الغاز، لافتاً إلى أنه لديها مصادر متنوعة تشمل اتفاقيات طويلة الأمد مع شركة غازبروم واستيراد الغاز من تركيا وأذربيجان وكرواتيا «غاز مسال»، بالإضافة إلى الغاز من شركات إنجي وشل، وحذر من أن البنية التحتية المتبقية لن تمكننا من الحصول على ما يكفي من الطاقة؛ إذا تم قطع الإمدادات الروسية بشكل مفاجئ، مشيراً إلى أن قطع الإمدادات عن طريق «السيل التركي» أو توقف خط أنبوب «دروجبا» لن يكفي لتلبية طلب المجر.