بخطة E1.. «إسرائيل» تمزق الضفة وتُحكم عزل القدس الشرقية عن عمقها الفلسطيني

في وقت تُكثّف فيه دول غربية اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، تتحرك إسرائيل على الأرض بخطوات معاكسة، عبر إعادة إحياء مشروع استيطاني «قديم – جديد» يُعرف بخطة E1؛ يهدف إلى توسيع مستوطنة معاليه أدوميم شرقي القدس، وبناء 3400 وحدة استيطانية جديدة، بما يؤدي إلى شطر الضفة الغربية إلى نصفين، وعزل القدس الشرقية المحتلة عن محيطها الفلسطيني.
وذكرت تقارير إعلامية عبرية، أن المشروع المُجمّد منذ عقود بفعل الضغوط الدولية، سيقوّض أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا.
وأكد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أن الدولة الفلسطينية تُمحى من على الطاولة.. ليس بالشعارات.. بل بالأفعال، فيما وقّع رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» على الخطة في حفل رمزي داخل المستوطنة، قائلاً: «هذا المكان ملك لنا».
خطط أوسع للضم
لم يتوقف الأمر عند ذلك.. إذ كشف «سموتريتش» الأسبوع الماضي عن خطة أوسع لضمّ 82% من أراضي الضفة الغربية، مع الإبقاء على 6 مدن فلسطينية رئيسية فقط كمناطق معزولة هي: «رام الله، نابلس، جنين، طولكرم، أريحا، والخليل»، معتبرًا أن الخطة تُمثل «إجماعًا إسرائيليًا» لإفشال قيام الدولة الفلسطينية.
تهجير قسري متصاعد
المشروع يأتي ردًا على نية دول مثل «أستراليا، كندا، وفرنسا» الاعتراف بدولة فلسطين في جلسة الأمم المتحدة المقبلة، فيما قدرت محافظة القدس أن نحو 7000 فلسطيني في 22 تجمعًا بدويًا مهددون بالتهجير القسري، مع صدور أكثر من 112 أمر هدم بحق منازل ومحال ومنشآت صناعية.
محمد مطر – عضو بلدية العيزرية، حذر من تحول بلدته إلى «جزيرة معزولة» بلا توسع عمراني، فيما قال عطا الله جهالين – رئيس مجلس تجمع جبل البابا البدوي، إن مجتمعه المكوّن من 80 عائلة هُجرت من النقب عام 1948 «لن يقبل تكرار تجربة التهجير».
القدس في عزلة خانقة
يشير التقرير إلى أن القدس الشرقية، المرشحة لأن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية، باتت أكثر عزلة مع تكثيف الاستيطان والحواجز العسكرية، ومع تنفيذ مشروع E1، ستُقطع أوصالها نهائيًا عن الضفة الغربية، ما يهدد بنسف أي إمكانية لبناء عاصمة فلسطينية مستقبلية. اعترافات دولية محدودة التأثير.
ورغم احتفاء السلطة الفلسطينية بموجة الاعترافات الدولية، وصفت إيناس عبد الرازق – المديرة التنفيذية لمعهد فلسطين للدبلوماسية العامة، هذه الخطوة بأنها «دبلوماسية أدائية»، مضيفة: «أقصى ما يمكن قوله إنه اعتراف متأخر جدًا وقليل جدًا.. ما تحتاجه فلسطين إنهاء الاحتلال ومحاسبة إسرائيل، لا الاكتفاء بإشارات رمزية».
وأكدت أن الاعتراف من قبل 147 دولة لم يمنع التوسع الاستيطاني، ولا تدمير غزة، ولا عزل القدس.. بل عزز سلطة فلسطينية ضعيفة الشرعية لم تُجر انتخابات منذ نحو عقدين، بينما يبقى الشعب الفلسطيني تحت السيطرة المباشرة للاحتلال.