عربى ودولى

البيان الختامي لقمة الدوحة: إدانة شاملة للعدوان الإسرائيلي على قطر.. وتأكيد على وحدة الصف العربي والإسلامي

القاهرة – المصري

اختتمت القمة العربية الإسلامية الطارئة أعمالها في العاصمة القطرية، اليوم الاثنين 15 سبتمبر 2025، برئاسة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وبحضور قادة الدول والحكومات الأعضاء في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

جاءت القمة بدعوة من قطر لبحث تداعيات الهجوم الإسرائيلي على أراضيها، وانتهت ببيان ختامي أكد على التضامن الكامل مع الدوحة وإدانة الاعتداء الذي وصف بأنه «تصعيد خطير» يُهدد السلم الإقليمي والدولي.

البيان أشار إلى أن الهجوم الذي وقع في التاسع من سبتمبر الجاري استهدف حيًا سكنياً بالعاصمة القطرية، يضم مقرات مخصصة للوفود التفاوضية ضمن جهود الوساطة القطرية، إضافة إلى مدارس وحضانات ومقار دبلوماسية. وأكد أن الاعتداء أسفر عن سقوط شهداء من بينهم مواطن قطري وإصابة مدنيين، واعتبره عدواناً سافراً على سيادة دولة عربية وإسلامية، وخرقاً واضحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

القادة شددوا في بيانهم على أن ما جرى لا يطال «قطر» وحدها، بل يمثل تهديداً مباشراً لجميع الدول العربية والإسلامية، وأكدوا دعمهم المطلق لحق الدوحة في اتخاذ ما تراه مناسباً من إجراءات للدفاع عن أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. كما رحبوا ببيان مجلس الأمن الدولي الصادر في 11 سبتمبر، الذي أدان الهجوم وأكد على احترام سيادة قطر وأشاد بدورها في الوساطة إلى جانب مصر والولايات المتحدة.

البيان حذر من أن صمت المجتمع الدولي على الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة أسهم في تشجيعها على التمادي في سياساتها، من إبادة جماعية وتطهير عرقي وحصار وتجويع وتوسع استيطاني، ما يقوض فرص السلام ويهدد أي اتفاقات قائمة أو مستقبلية. وفي المقابل، أشاد بالموقف القطري «المسؤول والحكيم» في التعامل مع الاعتداء وتمسكه بالمسارات القانونية والدبلوماسية.

القمة خرجت بجملة من المقررات، من بينها رفض محاولات تبرير العدوان أو التهديد بتكراره، والدعوة لفرض عقوبات على إسرائيل تشمل تعليق تزويدها بالأسلحة ومراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معها، إضافة إلى مباشرة الإجراءات القانونية ضدها. كما دعا البيان إلى النظر في مدى توافق استمرار عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة مع ميثاق المنظمة، في ضوء ما وصفه بـ «الاستخفاف المستمر» بقرارات الشرعية الدولية.

وأكد القادة أن العدوان على «قطر» يُعرقل الجهود المبذولة لإنهاء الحرب على غزة وإطلاق سراح الأسرى، محملين إسرائيل المسؤولية الكاملة عن إفشال مساعي الوساطة. كما أعادوا التشديد على مركزية القضية الفلسطينية، وضرورة إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مرحبين بانعقاد مؤتمر حل الدولتين في نيويورك يوم 22 سبتمبر الجاري برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا.

كما تضمن البيان دعماً لخطة إعادة إعمار غزة، والإشادة بالدور القطري في المساعدات الإنسانية والتعليم في الدول النامية، إلى جانب تثمين جهود لجنة القدس برئاسة الملك محمد السادس، والتأكيد على الوصاية الهاشمية التي يتولاها الملك عبد الله الثاني على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

واختتمت القمة أعمالها بالتعبير عن الامتنان لقطر أميراً وحكومةً وشعباً على استضافة القمة وحسن تنظيمها، مؤكدين أن نجاحها يعكس الحرص على تعزيز التضامن العربي والإسلامي في مواجهة التحديات المشتركة، وفي مقدمتها العدوان الإسرائيلي الأخير على الدوحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى