بسبب أطماع ترامب في جزيرة جرينلاند.. الدنمارك تستبعد «باتريوت» الأمريكية

اختارت «الدنمارك» الاستثمار في أنظمة دفاع جوي أوروبية بدلًا من الأمريكية، في خطوة تُعد الأكبر في تاريخها العسكري، بقيمة 58 مليار كرونة دنماركية «9.1 مليار دولار»؛ وذلك على خلفية توتر العلاقات مع إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»؛ بسبب أطماعه في جزيرة جرينلاند، بحسب ما أوردته تقارير إعلامية بريطانية.
هذا وأعلنت «كوبنهاغن» أنها ستشتري 4 أنظمة SAMP-T NG الفرنسية – الإيطالية بعيدة المدى، إلى جانب واحد أو أكثر من الأنظمة الأوروبية متوسطة المدى، مثل NASAMS النرويجي أو IRIS-T الألماني أو VL MICA الفرنسي، وأرجعت وزارة الدفاع قرارها إلى ارتفاع سعر «صواريخ باتريوت» الأمريكية وطول فترة تسليمها.
القرار جاء بعد اختراق نحو 19 طائرة مُسيّرة روسية المجال الجوي البولندي، ما أعاد ملف الدفاعات الجوية الأوروبية إلى الواجهة ودفع «الناتو» إلى إرسال مقاتلات أسقطت بعضها، في أول مواجهة مباشرة مع أصول روسية منذ بدء الحرب الأوكرانية عام 2022.
جرينلاند ليست للبيع
ورغم أن العلاقات العسكرية بين «واشنطن وكوبنهاغن» مستمرة عبر صفقات أخرى، مثل شراء 27 مقاتلة أمريكية من طراز F-35، فإن «قضية جرينلاند »عمّقت الخلافات الثنائية، بعد أن عبّر «ترامب» مرارًا عن رغبته في السيطرة على الجزيرة الاستراتيجية ورفض استبعاد استخدام القوة، وردت الحكومة الدنماركية بتأكيد أن «جرينلاند ليست للبيع»، رغم إبداء رغبتها في تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة في قضايا القطب الشمالي.
من جانبه قلّل وزير الدفاع الدنماركي «ترويلز لوند بولسن»، من مخاوف توتر إضافي مع واشنطن، مؤكدًا أن القرار لم يكن رفضًا لصواريخ «باتريوت».. بل اختيارًا للأفضل، مشيرًا إلى أن الانتظار كان طويلًا للغاية.
ويُعد الاتفاق مع «باريس وروما» مكسبًا كبيرًا لهما، إذ يُمثل أول عملية بيع خارجية للنظام الجديد SAMP-T NG، بعد أن فشلت النسخة السابقة في الفوز بعطاءات أمام «باتريوت الأمريكية»، وتخطط شركات أوروبية لتسويقه لدول أخرى مثل «اليونان والسعودية والبرازيل» مستقبلًا.
تعزيز القدرات الدفاعية وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة
الخطوة الدنماركية، تأتي في إطار توجه أوسع داخل أوروبا؛ لتعزيز القدرات الدفاعية وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة، في وقت تحث فيه رئيسة الوزراء «ميت فريدريكسن جيش» بلادها على «الإنفاق»؛ لمواجهة التحديات المتصاعدة في ظل الحرب الأوكرانية.