أخبار العالم

تألق دولي مقابل تعثر محلي.. «أوروبا» بين إنجازات الخارج وأزمات الداخل

في مشهد سياسي متناقض، يحقق ثلاثة من أبرز قادة أوروبا «كير ستارمر» في بريطانيا، و «إيمانويل ماكرون» في فرنسا، و «فريدريش ميرز» في ألمانيا، نجاحات واضحة على الساحة الدولية، لا سيما في التعامل مع الحرب الروسية على أوكرانيا، بينما يواجهون أزمات سياسية داخلية تهدد استقرار حكوماتهم ومستقبلهم السياسي.

جبهة موحدة ضد روسيا

أظهرت القمة الأوروبية – الأمريكية الأخيرة في البيت الأبيض وحدة غير مسبوقة بين القادة الأوروبيين، الذين شددوا على التزامهم بدعم أوكرانيا ماليًا وعسكريًا.. فقد تعهدت العواصم الأوروبية بزيادات تاريخية في الإنفاق العسكري، إلى جانب العمل على إنشاء «تحالف الراغبين» لتأمين أوكرانيا مستقبلًا.

ستارمر.. بين إنجازات الدبلوماسية وعثرات الداخل

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يستعد للقاء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في خطوة تعزز صورته كزعيم عالمي. غير أن حكومته تواجه أزمات متلاحقة، بدءًا من استقالة نائبه الأول بسبب فضائح ضريبية، إلى إقالة سفيره في واشنطن لعلاقاته المثيرة للجدل. ورغم ذلك، يرى محللون أن الأغلبية البرلمانية المريحة لحزب العمال تمنحه هامش أمان سياسي حتى عام 2029.

ماكرون.. رؤية طموحة تعيقها الأزمات المالية والسياسية

على الرغم من قيادته النشطة في الملف الأوكراني، يواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أزمة داخلية بعد خسارته رئيس وزرائه الخامس، وفراغًا سياسيًا تستغله المعارضة اليمينية واليسارية للضغط من أجل انتخابات جديدة. ويؤكد خبراء أن الأزمة المالية الفرنسية تحد من قدرة ماكرون على تنفيذ برامجه الدولية.

ميرز.. بين طموح عسكري وتعقيدات الائتلاف

أما المستشار الألماني فريدريش ميرز، فقد حقق تقدمًا بارزًا في رفع قيود الدين لزيادة الإنفاق العسكري، لكنه يصطدم بتصلب الاقتصاد وانقسامات ائتلافه الحاكم. وأدى الخلاف حول تعيين قاضٍ للمحكمة العليا إلى كشف هشاشة التوافق السياسي داخل حكومته.

أوروبا بين الخارج والداخل

يرى محللون أن النجاحات الدبلوماسية الأوروبية قد تصطدم سريعًا بقيود الأزمات الداخلية. ويؤكد ريتشارد هاس، الرئيس السابق لمجلس العلاقات الخارجية، أن «أوروبا لا تستطيع أن تنجح في الخارج إذا فشلت في الداخل».

في الوقت ذاته، تظل التحديات ممتدة إلى دول مثل بولندا، حيث يزيد الانقسام الداخلي من صعوبة صياغة موقف موحد تجاه الحرب الأوكرانية. ومع صعود أحزاب اليمين المتطرف في ألمانيا وبولندا، تبدو وحدة أوروبا أمام اختبار قاسٍ بين متطلبات الأمن الخارجي وضغوط السياسة الداخلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى