لأول مرة.. «إيران» تكشف مصير «مخزونها النووي» تحت أنقاض منشآت قصفتها إسرائيل

أعلنت «إيران» للمرة الأولى عن مصير مخزونها الإستراتيجي من «اليورانيوم المخصب» بعد حرب استمرت 12 يومًا في يونيو الماضي، مؤكدة أن المواد النووية ما زالت موجودة «تحت أنقاض المنشآت المقصوفة»، وفق ما صرح به وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للتلفزيون الحكومي.
وأوضح «عراقجي» أن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تعمل حاليًا على تقييم إمكانية الوصول إلى تلك المواد، وسط تعقيدات تقنية كبيرة. وتبلغ الكمية نحو 408 كيلوجرامات من اليورانيوم المخصب بمستويات قريبة من الدرجة العسكرية، وهو ما يشكل محورًا للقلق الدولي.
التصريحات الإيرانية، جاءت في ظل تضارب التقييمات الغربية بشأن فعالية الضربات، حيث أعلن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» أن البرنامج النووي الإيراني «تم محوه»، بينما يعتقد خبراء ودبلوماسيون أن «طهران» ربما كانت قد نقلت مخزونها قبل القصف، وزاد من الغموض تعليق «إيران» تعاونها مع «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» بعد الحرب، ما حرم المجتمع الدولي من التحقق المباشر من الوضع.
وفي خضم هذا الجدل، تواجه «إيران» موعدًا نهائيًا نهاية الشهر الجاري، بعدما فعّلت «بريطانيا وألمانيا وفرنسا» آلية «سناب باك» التي تعيد العقوبات الأممية تلقائيًا في حال لم تسمح «طهران» للوكالة الدولية باستئناف عمليات التفتيش، وتنص الآلية على مهلة 30 يومًا للدبلوماسية قبل دخول العقوبات حيز التنفيذ.
إيلي جرانمايه – الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، رأت أن تصريحات «عراقجي» قد تدفع القوى الأوروبية للرد بعبارة «اثبت ذلك»، مشيرة إلى أن «إيران» تستخدم الغموض بشأن مخزونها النووي كورقة ضغط سياسية ودبلوماسية، ليس فقط للحفاظ على خياراتها المستقبلية، بل أيضًا لمحاولة جذب الرئيس ترامب إلى طاولة المفاوضات.
ورغم التعقيدات، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية «رافائيل جروسي» عن التوصل إلى اتفاق أولي مع «طهران» لاستئناف التعاون، واصفًا إياه بـ «خطوة مهمة»، لكنه لم يكشف تفاصيل حول توقيت عودة المفتشين إلى مواقع مثل «فوردو ونطنز».. في المقابل، أكد «عراقجي» أن أي عمليات تفتيش جديدة «غير مطروحة حاليًا»، محذرًا من أن الاتفاق سيسقط إذا مضت القوى الأوروبية في تطبيق «سناب باك».
هذا وردت الدول الأوروبية في بيان مشترك، بأن «إيران» تحجب وضع وموقع المواد النووية عن المجتمع الدولي، معتبرة أن رفض «طهران» التعاون الكامل مع الوكالة الدولية يزيد من تعقيد الموقف النووي.