حكاية جمال خاشقجي و نائب الاستخبارات السعودي .. كيف قطع “المنشار” رأس ” العسيري”؟
على زين العابدين
مثل كرة الثلج ، تكبر كلما تدحرجت ، لتصير فى النهاية جبل من جليد، راحت قضية الصحافى السعودى جمال خاشقجى تجرف أمامها كل شىء ، بلى وتهدد بالاطاحة بولى العهد السعودى محمد بن سلمان من منصبه.
طوال أيام خلت، كانت تركيا تضغط ببعض أوراقها ، محتفظة بكروت أخيرة وليس كارت ” الآس” فقط الذى يقول عنه المصريون إنه ” الولد القشاش”،والذى يتمثل فى تسجيلات تكشف كيف جرى قتل خاشقجى بالقنصلية السعودية فى أنقرة وتحتفظ بها أنقرة.
خسر الذين راهنوا على إغلاق الملف دون أن تقدم المملكة العربية السعودية تنازلات، أو تعترف بالجريمة، الرهان،صفعهم بيان النائب العام السعودى ووكالة الأنباء السعودية، باعلانهم وفاة الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
النائب العام السعودي أصدر بيانا يكشف وفاة جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية بإسطنبول، والذى تردد تقطيع جسده بمنشار، ولم يكتف البيان بذلك بل أكد أنه تم توقيف 18 شخصا جميعهم من الجنسية السعودية، والتحقيق معهم على ذمة القضية
وقال بيان النائب العام السعودى إن التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة العامة السعودية في موضوع اختفاء خاشقجي، كشفت أن المناقشات التي تمت بينه وبين الأشخاص الذين قابلوه أثناء تواجده في قنصلية المملكة في إسطنبول، أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي ما أدى إلى وفاته.
اعترفت السعودية إذا بجريمة مقتل ” خاشقجى” ويجرى توقيف 18 شخصًا جميعهم من الجنسية السعودية،قال النائب العام أن قرار توقيفهم جاء تمهيدًا للوصول إلى كافة الحقائق وإعلانها، ومحاسبة جميع المتورطين في هذه القضية وتقديمهم للعدالة.
الخطير فى الأمر أن اللواء أحمد عسيري نائب رئيس جهاز المخابرات السعودى ربما يكون كبش فداء على طريقة طائرة لوكيربى التى كان قد اتهم بتفجيرها نظام العقيد الليبى الراحل معمر القذافى حيث جرى تسليم ضابط يدعى عبد الباسط المقراحى لغلق ملف القضية.
“العسيرى” كان يشغل منصب المتحدث الرسمى باسم قوات التحالف السعودى الذي تقوده السعودية ضد “الحوثيين” في اليمن، كما عمل “العسيري” بالقرب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، عندما كان الأخير وزير الدفاع .
ووفق تقارير صحفية غربية فإن اللواء العسيري كان قد حصل على دورات تدريبية في أكاديميات عسكرية غربية مرموقة، من قبيل أكاديمية “ساندهيرست” البريطانية و”ويست بوينت” الأمريكية و”سان سير” العسكرية في فرنسا.
لم يستطع ” العسيرى ” أن يؤمن نفسه فى عملية مقتل ” خاشقجى” ، حيث إنه تلقى تصريحا شفهيا من ولي العهد محمد بن سلمان باعتقال خاشقجي لاستجوابه في السعودية وفق صحيفة نيويورك تايمز.
الرجل الثانى الكبير الذى قد تطاح برأسه فى قضية مقتل خاشقجى” هو سعود القحطانى والذى كانت المملكة العربية السعودية قد اعلنت كونه على رأس قائمةالموقوفين الـ18، فى جريمة إغتيال خاشقجى.
عمل ” القحطاني” مستشار لولى العهد السعودي بدرجة وزير، ومشرفا عاما على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية بالديوان الملكي، ومسئول عن الكتائب الإلكترونية السعودية.
المثير أن” خاشقجى” كان قد كتب فى صحيفة «وشنطن بوست» الأمريكية منذ فبراير 2018 عن تلقيه اتصالا هاتفيا من ” القحطانى” عارضاً عليه العودة الآمنة للمملكة، وكشف ” خاشقجى” أن لدى “القحطانى” ، ما أسماه “قائمة سوداء للمعارضين، وانه كان موضوعاً على رأسها” ، كما أن الأسماء الـ15 لما سمى بفرقة الموت السعودية ، والتى نشرت تركيا صورهم أسمائهم تضم إبن عم القحطانى، وثلاثة من الحرس الخاص لولى العهد محمد بن سلمان.