“صمود الإيمان” … عظة البابا ” تواضروس ” في افتتاح مزار شهداء كنيسة القديسين

واصف ماجد
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية مساء الأربعاء من كنيسة القديسين مار مرقس الرسول والبابا بطرس خاتم الشهداء بسيدي بشر بالإسكندرية، حيث سبق العظة افتتاح قداسته لمزار شهداء الكنيسة، وسط حضور كنسي وشعبي واسع، وبمشاركة الأسقفين العامين الأنبا باڤلي والأنبا هرمينا، والقمص أبرآم إميل وكيل البطريركية، وعدد من كهنة الإسكندرية.
بدأت الزيارة بصلاة العشية التي ترأسها قداسة البابا، أعقبها افتتاح المزار وإزاحة الستار عن لوحة تذكارية توثق الحدث. وتخللت الفعاليات كلمات ترحيب من كهنة الكنيسة، استعرض فيها القمص متاؤوس صبري أبعاد الزيارة، بينما ألقى القمص مقار فوزي كلمة عن خدمات الكنيسة، خاصة المستشفى التابعة لها. كما عُرض فيلم وثائقي عن الشهداء، تضمن توثيقًا لحادث التفجير وتسلسل الأحداث حتى إعداد المزار الجديد، إلى جانب ترنيمات مصورة وكلمة من السيد فكري ناشد ممثلًا عن أسر الشهداء.
الأنبا باڤلي قدّم لقداسة البابا أنبوبًا يحتوي على رفات بعض الشهداء، مثمّنًا حرص قداسته على افتتاح المزار، ومشيرًا إلى أهمية دور كنيسة القديسين وخدمتها داخل مصر وخارجها.
قداسة البابا عبّر عن سعادته بهذه الزيارة، مؤكدًا أن الكنيسة باتت علامة مميزة في مسيرة الكرازة المرقسية، ومشيرًا إلى أن شهادة الشهداء تُعد عظة ودعمًا لتثبيت الإيمان المسيحي، مستشهدًا بأقوال القديس يوحنا ذهبي الفم.
وفي العظة التي جاءت تحت عنوان “صمود الإيمان” ضمن سلسلة “حكايات الشجرة المغروسة”، تناول البابا جزءًا من رسالة يوحنا الأولى (5: 1-4)، وركّز على محطات من تاريخ الكنيسة القبطية، أبرزها تولي البابا بطرس الأول الكرسي المرقسي عام 301م، ونهاية عصر الاستشهاد في زمانه.
كما أشار إلى نشأة الرهبنة في أوائل القرن الرابع، وما ورد عنها في قانون الإيمان بعبارة “تهليل الصديقين”، موضحًا أن “التهليل” يشير إلى حياة الصلاة والنسك، والتي تُعد شكلًا من أشكال الاستشهاد غير الدموي.
وتطرق البابا إلى مرسوم ميلان عام 313م الذي أقر حرية العبادة، ثم ظهور بدعة آريوس، التي واجهها البابا ألكسندروس بمجمع محلي في الإسكندرية، ثم بمجمع نيقية المسكوني عام 325م، بمشاركة 318 أسقفًا، من بينهم الشماس أثناسيوس، الذي صار لاحقًا البابا أثناسيوس الرسولي.
واختتم البابا العظة بالتأكيد على فكرتين محوريتين: أهمية المجامع في مناقشة الاختلافات، وأهمية التلمذة في نقل الإيمان السليم، مشيرًا إلى سلسلة التلمذة التي بدأت من البابا بطرس الأول إلى البابا أثناسيوس.