كنائس وأخبار

نياحة القمص بطرس الجبلاوي كاهن كنيسة مار جرجس ببورسعيد وأحد رموز العمل الوطني في المدينة

واصف ماجد

انتقل القمص بطرس الجبلاوي، كاهن كنيسة مار جرجس ببورسيد ، عن عالمنا ، بعد مسيرة طويلة في العمل الكهنوتي امتدت لعقود، جعلته من أبرز الكهنة المعروفين في تاريخ الكنيسة القبطية الحديث ، ومن الشخصيات التي جمعت بين الخدمة الروحية والدور الوطني والمجتمعي.

خدم القمص بطرس الجبلاوي كاهنًا على مذبح كنيسة مار جرجس في بورسعيد ، و تعب في خدمة شعب الكنيسة سنوات طويلة، تميّز خلالها بالحضور الطقسي والصوت الرخيم، وهو ما أكسبه شهرة واسعة داخل إيبارشية بورسعيد وخارجها. وقد عُرف بين الأوساط الكنسية بقداساته ذات الطابع الروحاني القوي، وصوته الذي ترك أثرًا مميزًا في قلوب كثيرين من أبناء الكنيسة، حتى أصبح من أكثر الكهنة المعروفين طقسيًا وشعبيًا في جيله.

على المستوى الوطني، شارك القمص بطرس في المقاومة الشعبية ببورسعيد خلال العدوان الثلاثي عام 1956، وكان ضمن الكهنة القلائل الذين شاركوا فعليًا في الدفاع عن المدينة، إذ حمل السلاح وشارك في تنظيم الصفوف، كما ألقى كلمات جماهيرية من على منبر المسجد العباسي لدعم الروح المعنوية، في مشهد موثق ظل حاضرًا في الذاكرة العامة.

نظير مشاركته في تلك المرحلة، أصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات قرارًا بتعيينه عضوًا في مجلس حرب بورسعيد، ثم واصل أداء أدواره المجتمعية بعد انتهاء العدوان، حيث انتُخب عضوًا بالمجلس المحلي، وظل بيته مفتوحًا لاستقبال المواطنين وحل مشكلاتهم، دون تمييز أو انحياز.

امتد نشاطه إلى المجال العام، وحرص على المشاركة في المناسبات الدينية للمسلمين، وكان من أوائل من نظّموا موائد الإفطار الرمضانية داخل الكنيسة، كصورة عملية للتقارب الوطني، وهي مبادرة انتقلت لاحقًا إلى عدد من الكنائس في محافظات أخرى.

يُعد القمص بطرس الجبلاوي من الشخصيات الكنسية التي جمعت بين الالتزام الكهنوتي الكامل والدور الوطني الواضح، ويمثل رحيله نهاية مرحلة امتزجت فيها الخدمة الروحية بالمشاركة المجتمعية والوطنية في آن واحد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى