أخبار العالم

جدها جاسوس نازي وشارك في إبادة اليهود.. «بريطانيا» تدافع عن مديرة الاستخبارات الجديدة

 

محمد علاء
دافعت الحكومة البريطانية عن الرئيسة الجديدة للاستخبارات البريطانية «بلايز مترويلي» ، التي كُشف أن جدها كان جاسوساً نازياً يلقب بـ«الجزار»؛فيما ظهرت معلومات جديدة تخص نشاطه التجسسي.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إن الاستخبارات ردت، عبر وزارة الخارجية البريطانية، بأن «مترويلي» لم تكن تعرف جدها لأبيها ولم تلتقِ به.

وأضاف متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية: «اتسمت أصول بلايز بالصراع والانقسام، وكما هو الحال بالنسبة للكثيرين من ذوي الأصول الأوروبية الشرقية، فهي غير مفهومة إلا جزئياً».

وتابع متحدث الخارجية: «هذا التراث المعقد تحديداً هو ما ساهم في التزامها بمنع الصراعات وحماية الشعب البريطاني من التهديدات الحديثة من الدول المعادية اليوم، بصفتها الرئيسة القادمة للاستخبارات».

وأُعلن عن تعيين «مترويلي» رئيسة جديدة للاستخبارات في وقتٍ سابق من هذا الشهر، وبهذا تكون أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ الاستخبارات البريطانية الممتد على مدار 116 عاماً.

كبير الجواسيس النازيين

ومع قلة المعلومات عن خلفية «بلايز مترويلي» العائلية، أظهرت الوثائق أن «جدها» هو «قسطنطين دوبروفولسكي» ، الذي انشق عن الجيش الأحمر السوفياتي ليصبح «كبير الجواسيس النازيين» في منطقة تشيرنيهيف الأوكرانية.

العميل رقم 130

وكانت تقارير إعلامية بريطانية، قد كشف عن عائلة «بلايز مترويلي» ؛ إذ ذكرت أنها عثرت على مئات الصفحات من الوثائق في أرشيف مدينة «فرايبورغ» في ألمانيا، تُظهر أن «دوبروفولسكي» كان يُعرف باسم «الجزار» أو «العميل رقم 30» من قبل النازيين.

شارك في إبادة اليهود

وأشارت التقارير إلى أنه كان يوقع رسائل إلى رؤسائه النازيين بتحية «هايل هتلر» في إشارة إلى الزعيم النازي، وأنه شارك «شخصياً» في «إبادة اليهود».

نهب جثث ضحايا «الهولوكوست»

وتشير وثائق الأرشيف إلى أن «دوبروفولسكي» نهب جثث ضحايا الهولوكوست، وتورط في قتل اليهود، وضحك أثناء مشاهدته الاعتداء الجنسي على السجينات.

وقال البروفسور «أنتوني غليز» ، المتخصص في الاستخبارات، إن الكرملين على الأرجح كان على علم «منذ لحظة» تعيين «مترويلي» بماضي عائلتها.

وأضاف: «أعتقد أنه منذ اللحظة التي اطلعت فيها أجهزة الاستخبارات الروسية على قرار التعيين، ربما كانوا ينتظرون اللحظة المناسبة لإحراجنا».

كان مدرجاً على قائمة المطلوبين من الاستخبارات السوفياتية

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية، أنها اطلعت على أدلة تشير إلى أن «دوبروفولسكي» كان مدرجاً على قائمة المطلوبين التي أعدتها الاستخبارات السوفياتية «كي جي بي» عام 1969، والتي يبدو أنها ترصد أنشطته وتُشير إلى أنه ربما كان لا يزال على قيد الحياة في ستينيات القرن الماضي، وذلك وفق وثيقة، مصنفة كـ«سرية للغاية» ومستمدة من باحث، مكونة من 460 صفحة تضم «عملاء استخبارات أجانب، وخونة للوطن، وأعضاء منظمات معادية للسوفيات، ومجرمين آخرين مطلوبين للعدالة»، وأشارت إلى أن دوبروفولسكي «شارك في إعدام مواطنين سوفيات، وهرب مع الألمان».

وبعد الحرب، فرت زوجة دوبروفولسكي، «باربرا» ، وابنها قسطنطين الابن البالغ من العمر شهرين إلى بريطانيا، وتزوجت من ديفيد مترويلي عام 1947.

واتخذ قسطنطين الابن لاحقاً اسم زوج والدته «مترويلي» ، لكن هيئة الإذاعة البريطانية اطلعت على شهادة تجنيس، مؤرخة في 1966، لا تزال محفوظة في الأرشيف الوطني حتى اليوم، حيث كان لقبه لا يزال «دوبروفولسكي» ، مع إدراج مترويلي كاسم مستعار، ثم انتقل «قسطنطين» الابن ليصبح اختصاصي أشعة ومحارباً في الجيش البريطاني، ووُلدت ابنته «مترويلي» ، عام 1977 قبل انضمامها إلى الاستخبارات بعد 22 عاماً.

وبعد ترقيتها في المناصب، تتولى حالياً مسؤولية قسم التكنولوجيا والابتكار في الاستخبارات، المسؤول عن جمع المعلومات الاستخباراتية في الخارج.

وستكون الرئيسة الثامنة عشرة للاستخبارات عندما تتولى المنصب في وقت لاحق من هذا العام خلفاً للسير ريتشارد مور، وعند تعيينها، قالت في بيان إنها «فخورة».

يذكر أن «مترويلي» ضابطة مخابرات محترفة، انضمت إلى الاستخبارات عام 1999، بعد تخرجها في كلية بيمبروك بجامعة كمبردج بفترة وجيزة، وقضت معظم حياتها المهنية في الشرق الأوسط وأوروبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى