الكنيسة القبطية تدين التفجير الإرهابي بكنيسة القديس إلياس في دمشق وتنعى الشهداء

واصف ماجد
أعربت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بيانًا رسميًا عن بالغ الحزن والأسى لسقوط عدد من الشهداء جراء التفجير الانتحاري الغادر الذي وقع داخل كنيسة القديس إلياس بمنطقة الدويلعة في العاصمة السورية دمشق.
وأصدرت الكنيسة بياناً تنعي فيه الشهداء جاء فيه “نُرسل برقيات العزاء إلى نفوس الشهداء الذين سقطوا نتيجة التفجير الإرهابي الغادر، داخل بيت من بيوت الله، في لحظة تعبّد وصلاة، مؤكدين رفضنا القاطع لكل صور العنف والترويع، وتجريد الإنسان من أبسط حقوقه الطبيعية في الحياة الكريمة والآمنة”.
وأضاف البيان أن “العمل الآثم الذي استباح دماء الأبرياء هو شاهد جديد على أن الشر حين يسيطر على القلوب، يُفقد الإنسان إنسانيته ويقوده لارتكاب أفعال لا ترضي الله ولا ضمائر الأحياء”. وذكرت الكنيسة قولًا معبرًا للكاتب الراحل جابريال الصعيدي: “حينما تسيطر غريزة الشر على الإنسان، يختل ميزان الحق في نفسه، فيظن أن القتل عملٌ حسنٌ يُرضي الله”، في إدانة واضحة لجرائم الإرهاب التي تتخذ من الدين ستارًا لها.
وفي لفتة أخوية تعبّر عن روح الوحدة المسيحية، وجّهت الكنيسة القبطية تعازيها إلى قلب قداسة البطريرك يوحنا العاشر يازجي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، وإلى جميع أسر الشهداء، مؤكدة صلاتها من أجل شفاء المصابين، وأن ينعم الرب على سوريا الحبيبة، وسائر بلدان المنطقة، بالسلام والاستقرار.
كما ختم البيان بالدعاء: “نصلي أن يُنعم الرب على منطقتنا والعالم بالطمأنينة والسلام”.
خلفية الحدث: كانت العاصمة السورية دمشق قد شهدت صباح الأحد 22 أبريل تفجيرًا انتحاريًا داخل كنيسة القديس إلياس بمنطقة الدويلعة، أثناء توافد المؤمنين لأداء الصلاة، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا بين قتلى وجرحى، في مشهد يعيد إلى الأذهان سلسلة من الاعتداءات الدموية التي استهدفت دور العبادة في السنوات الأخيرة.
وقد لقي هذا العمل الإجرامي إدانات واسعة من مختلف الأطياف الدينية والسياسية في المنطقة، لما يمثله من اعتداء صارخ على قدسية دور العبادة وحرمة الإنسان.
ردود الفعل: لاقى بيان الكنيسة القبطية ترحيبًا كبيرًا بين الأوساط الكنسية والمجتمعية، حيث أشاد مراقبون بموقف البابا تواضروس الثابت والداعم لكل مظلوم ومكلوم، وبالروح الأخوية التي تجمع الكنائس الشرقية، لا سيما في مواجهة المحن والأزمات.
خاتمة: تُعيد هذه الجريمة البشعة التأكيد على ضرورة تضافر الجهود الدولية لمواجهة الإرهاب، ليس فقط أمنيًا، بل فكريًا وثقافيًا، وتجفيف منابعه التي تزرع الكراهية باسم الدين، فيما الدين منها براء.