مسئول استخباراتي إسرائيلي: إنهاء الهجمات على «إيران» قد يسرّع وصولها للنووي

محمد حمدي
حذر رئيس قسم الأبحاث الأسبق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان»، العميد إيتاي بارون، من أن إنهاء العمليات العسكرية ضد «إيران» قد يدفعها بشكل أسرع نحو امتلاك السلاح النووي.
تغير في ميزان القوى
وأوضح «بارون» في تصريحات صحفية عبرية، أن قرار شن الهجوم الأخير جاء نتيجة لتغير في ميزان القوى، لافتاً إلى أن إيران أصبحت بمفردها، إضافة إلى زيادة التعاون مع الولايات المتحدة.
وأشار «بارون»، إلى أن التقديرات السابقة كانت ترى أن الهجوم على «إيران» غير مجدٍ بسبب التكاليف الباهظة المتوقعة، بما في ذلك الرد المشترك من «قوات المحور» آنذاك.
لكن الوضع تغير الآن، مؤكداً أن القدرة على إنهاء الليلة الأولى بتحييد مجموعة من علماء الذرة ونظام القيادة والتحكم بأكمله، وتجريد إيران من قدراتها الدفاعية الجوية، وإصابة جزء كبير من المنشآت النووية، وتدمير حوالي 120 قاذفة صواريخ في أيام قليلة.. هذه نتيجة مذهلة على حد قوله.
وبحسب «بارون»، فإن قرار شن العملية جاء نتيجة لاستيعاب الدروس المستفادة من أحداث 7 أكتوبر، حيث كانت هناك مخاوف من تقدم إيران نحو السلاح النووي بشكل سري وسريع.
وشدد على أن اغتيال قادة وعلماء إيرانيين، من بينهم قيادات عليا في الحرس الثوري، تهدف إلى زعزعة فكرة تدمير إسرائيل التي تبناها هذا الجيل.
وأكد أن الإيرانيين تفاجأوا بالخطوة الإسرائيلية، مشيراً إلى أنهم كانوا “مطمئنين ولم يدركوا التغيير في إسرائيل”، واعتقدوا أنهم يعرفون القدرات الإسرائيلية وحدودها.
وحول أهداف الحملة الحالية، قال «بارون» إنها تهدف إلى إلحاق ضرر كبير بإيران لتدفعها إلى طاولة المفاوضات مع الأمريكيين وهي في وضع أضعف، وربما لقبول شروط أمريكية أكثر صرامة فيما يتعلق ببرنامجها النووي والصاروخي.
واختتم «بارون» تحذيراته بالقول إنه بالتأكيد هناك خطر حدوث اختراق إيراني بعد الحملة، مشيراً إلى أن الهجوم الإسرائيلي، قد يزعزع القيود التي كانت إيران تعمل في إطارها حتى الآن، وتزداد دافعيتها للوصول إلى النووي.
وأكد على أهمية استمرار التعلم من الفشل الاستخباراتي في 7 أكتوبر لتجنب المفاجآت المستقبلية.
يذكر أن إيتاي بارون، كان في منصبه خلال فترة النقاش الحاد حول مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية عامي 2011 و2012.
وكانت قد بادرت إسرائيل، في وقتٍ مبكرٍ من صباح الجمعة 13 يونيو، بشنّ هجمات واسعة النطاق على إيران، لتكون بمثابة شرارة التصعيد بين الجانبين.
وتسببت الضربات الإسرائيلية في الأراضي الإيرانية في مقتل عدد من أبرز القادة العسكريين في إيران، على رأسهم رئيس هيئة الأركان محمد باقري والجنرال حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني.
كما قامت إسرائيل باستهداف مواقع عسكرية ونووية إيرانية خلال هجماتها العسكرية ضد إيران.
ولم تصمت إيران كثيرًا حيال ذلك، وقامت مساء نفس اليوم بشن هجمات وضربات جوية طالت كبرى المدن الإسرائيلية، وعلى رأسها تل أبيب، وأوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الإسرائيليين.
جاء ذلك بعد أن توعد المرشد الإيراني علي خامنئي إسرائيل بـ «العقاب القاسي»، وقال إن إسرائيل كتبت «مصيرًا مريرًا لنفسها».