تسخر من العشاء الأخير .. شركة فلسطينية تنشر إعلان مسيء للمقدسات المسيحية
واصف ماجد
سادت حالة من الغضب ضد إحدى الشركات الفلسطينية، بعد ظهور إعلان تجاري تم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي، وُصف بأنه ينطوي على إساءة دينية واضحة للمجتمع المسيحي، من خلال تلاعب بصري بصورة لوحة “العشاء الأخير” الشهيرة بطريقة استفزت مشاعر العديد من المتابعين.
الإعلان، الذي نُشر عبر صفحة ترويجية مرتبطة باسم شركة القصراوي التجارية الصناعية، أثار ردود فعل غاضبة، خصوصًا من أبناء الطائفة المسيحية، الذين اعتبروا المحتوى تعديًا على رمزية دينية مقدسة لا يجوز استخدامها في سياق تجاري.
وفي أعقاب التصعيد، سارعت شركة القصراوي بإصدار بيان اعتذاري أكدت فيه أن الإعلان لم يكن من إنتاجها المباشر، بل تم تصميمه ونشره دون علمها أو موافقتها من قبل شركة دعائية كانت قد أوكلت لها مهام الترويج الإعلاني. وأوضحت الشركة أنها فوجئت بنشر الإعلان، وقامت على الفور بإزالته من جميع المنصات، كما قررت إنهاء تعاملها مع الشركة الإعلانية، ورفعت شكوى رسمية ضدها إلى الجهات المعنية لمحاسبة المسؤولين عنها قانونيًا.
وأعربت الشركة في بيانها عن أسفها العميق لما بدر من إساءة غير مقصودة، مؤكدة احترامها الكامل لجميع أبناء الشعب الفلسطيني بمختلف انتماءاتهم الدينية، وموجهة اعتذارًا خاصًا للمواطنين المسيحيين الذين تأثروا بمحتوى الإعلان.
كما شددت الشركة على ثقتها في الجهات المختصة التي بدأت بالفعل بمباشرة التحقيق في الواقعة، مؤكدة التزامها الكامل بأي نتائج أو قرارات تصدر عن الجهات الرسمية في هذا الشأن.
في السياق ذاته، دعت الشركة إلى تغليب لغة العقل والوحدة، مطالبة بعدم السماح لأي جهة أو تصرف فردي أن يعبث بنسيج المجتمع الفلسطيني المتماسك. وأشادت بمواقف المواطنين الذين تصرفوا بروح مسؤولة، وحرصوا على منع تفاقم الأزمة ووضع الأمور في إطارها الصحيح.
الجدير بالذكر أن شركة القصراوي تأسست في مدينة الخليل أوائل تسعينيات القرن الماضي، وتُعتبر من الأسماء البارزة في قطاع الصناعات الغذائية الفلسطيني، وقد أكدت في ختام بيانها أنها ستواصل العمل بمسؤولية للحفاظ على الثقة التي بنتها مع المجتمع، وتعزيز روح التعايش والتلاحم بين جميع مكوناته.
