كنائس وأخبار

طقس خشوعي يُختتم به زمن الخماسين .. الكنيسة تحتفل بصلاة السجدة في عيد العنصرة

واصف ماجد

أقامت الكنائس القبطية الأرثوذكسية مساء الأحد صلاة السجدة، وهي طقس خاص يُقام عقب انتهاء فترة الخماسين المقدسة، وتحديدًا في عشية عيد العنصرة، الذي يُحيي ذكرى حلول الروح القدس على التلاميذ.

تُقام الصلاة في فترة ما بعد الظهر، رغم أن حلول الروح القدس بحسب سفر الأعمال جاء في الساعة الثالثة من النهار، أي نحو التاسعة صباحًا. ويعود السبب في إقامة الصلاة مساءً إلى تخصيص فترة الصباح للاحتفال بالقداس الإلهي للعيد، في حين يُقام طقس السجدة في توقيت يوازي وقت ذبح خروف الفصح بحسب التقليد اليهودي، كإشارة لذبيحة المسيح، التي تمّت في الساعة التاسعة (بحسب متى 27: 46).

صلاة السجدة تتميز بثلاث سجدات رئيسية، يتخللها قراءات وصلوات وتضرعات، تُؤدى جميعها والساجدون منكّسون رؤوسهم وراكعون بركَبهم، تعبيرًا عن التواضع والخشوع. وتُصاحب الصلاة تلاوة طِلبات ذات طابع توبوي، تُختم بها كل سجدة، ومنها: “انظر إلى شعبك المنحني لك بركبِه، أيها الرؤوف”، و”أنت الكثير الرحمة والمحب للبشر، استجب لنا في اليوم الذي ندعوك فيه”، وكذلك “يا ابن الله الحقيقي السامع للذين في التجارب…”.

ويُصنّف الطقس إلى ثلاث خدمات متتالية: الأولى بطقس فرايحي، تماشيًا مع روح الخماسين، بينما تتخذ السجدتان الثانية والثالثة طقسًا سنويًا يُمهّد للدخول في فترة صوم الرسل.

الطقس يُمارس بالبخور، في إشارة رمزية إلى انتشار رائحة الروح القدس، ويُعتبر ختامًا رسميًا لموسم القيامة الممتد خمسين يومًا، لتدخل الكنيسة بعده مباشرة إلى صوم الرسل.

وتستند ممارسة السجود في هذه الصلاة إلى رواية متداولة في التقليد الكنسي، مفادها أن الشعب بدأ في أدائها ساجدًا عقب حدوث هبوب ريح شديدة أثناء تلاوة الطلبات في أحد أعياد العنصرة، وهو ما اعتُبر علامة إلهية على ضرورة إتمام الصلاة في وضع السجود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى