ترامب يشيد بصمود الكنيسة المصرية في اليوم القبطي العالمي

واصف ماجد
أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسالة رئاسية رسمية بمناسبة اليوم القبطي العالمي للعام 2025، عبّر خلالها عن تقديره العميق للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مشيدًا بتراثها العريق وصمودها التاريخي في وجه الاضطهاد، ومؤكدًا التزامه بحماية الحرية الدينية وحقوق المسيحيين في الولايات المتحدة وحول العالم.
موضوعات متعلقة :
أكتوبر المقبل .. الكنيسة القبطية تستعد لاستضافة المؤتمر السادس لمجلس الكنائس العالمي
وجاء في نص الرسالة، التي نُشرت عبر الموقع الرسمي للرئيس، أن الكنيسة القبطية تمثل إرثًا روحيًا غنيًا يمتد إلى القديس مرقس الإنجيلي، وأنها كانت منارةً للمسيحية في إفريقيا على مدار ما يقرب من ألفي عام. واعتبر ترامب أن المجتمع القبطي، بما قدّمه من إسهامات لاهوتية وثقافية، يُشكّل مصدر إلهام دائم للمسيحيين داخل الولايات المتحدة وخارجها.
وفي لفتة مؤثرة، توقفت الرسالة الرئاسية عند الذكرى العاشرة لاستشهاد 21 قبطيًا في ليبيا عام 2015، حيث وصفهم الرئيس بأنهم “شهداء أبطال” جسّدوا الإيمان والولاء لله حتى الموت، مؤكدًا أن تضحياتهم تُمثّل شاهدًا حيًا على الصمود القبطي في وجه الاضطهاد الوحشي.
وأشار ترامب إلى تأسيسه لجنة خاصة بالحرية الدينية، مكلفة بضمان حماية الممارسات الدينية دون تدخل حكومي، إلى جانب توقيعه أمرًا تنفيذيًا يستهدف القضاء على ما وصفه بـ”التحيّز المتفشي ضد المسيحيين” في المجتمع الأمريكي، وتصحيح الانتهاكات التي وقعت في فترات سابقة.
وتأكيدًا على الأثر العميق الذي تركته الرسالة، وجّه عدد من أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الولايات المتحدة رسالة شكر جماعية إلى الرئيس ترامب، عبّروا فيها عن تقديرهم للكلمات الرئاسية المشجعة، ووصفوها بأنها “بعثت الفرح في القلوب”، و”لامست التاريخ القبطي الممتد في درب الشهادة”.
وأشاد الأساقفة بتسليط الرسالة الضوء على شهداء ليبيا، مؤكدين أن ذكرهم بمستوى رفيع كهذا يعكس وعيًا سياسيًا نادرًا بالتضحيات القبطية، ويعيد التأكيد على أن “الاستشهاد جزء من هوية الكنيسة القبطية، لا مجرد حادثة عابرة”.
كما أعرب الموقعون على الرسالة عن امتنانهم لإنشاء لجنة الحرية الدينية، وللخطوات التنفيذية الهادفة إلى رفع الظلم عن المسيحيين، ورفعوا الصلاة من أجل أن يمنح الله الرئيس ترامب “الحكمة والقوة والحماية”، بحسب ما ورد في نص البيان.
وتُعد رسالة ترامب واحدة من أقوى المواقف السياسية المعلنة تجاه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في التاريخ الأمريكي الحديث، لما تحمله من لغة واضحة، وإدراك ملموس لقضايا الاضطهاد، ودعوة صريحة لإحياء الإيمان في الحياة العامة.
وتحمل هذه الرسالة دلالات خاصة، ليس فقط في مضمونها، بل في توقيتها أيضًا، حيث تتزايد في الآونة الأخيرة الدعوات لتأكيد الدور الحضاري والروحي للمجتمع القبطي، وتسليط الضوء على تاريخه الذي كثيرًا ما طاله التعتيم أو التجاهل في الدوائر الغربية.
وبينما تستمر الاحتفالات باليوم القبطي العالمي في عدد من الولايات الأمريكية، جاءت هذه الرسالة لتضفي طابعًا رسميًا على المناسبة، وتضعها على أجندة الاهتمام الرئاسي، ما يعتبره مراقبون تحولًا مهمًا في كيفية تعاطي الإدارة الأمريكية مع الكنائس الشرقية وقضاياها.