رسالة محبة تؤكد وحدة الكنيسة والشعبين .. زيارة رعوية من السودان إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون

القاهرة – واصف ماجد
استقبل نيافة الأنبا أغابيوس، أسقف ورئيس دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، نيافةَ الأنبا مارتيروس، الأسقف العام لكنائس شرق السكة الحديد، يرافقه عدد من الآباء الكهنة والخدام والأسر القبطية القادمة من السودان، في زيارة رعوية مميزة جرت أول أمس.
حملت الزيارة أبعادًا أبعد من كونها لقاءً كنسيًا تقليديًا، إذ عكست وحدةً حقيقية بين أبناء الكنيسة القبطية في وادي النيل، وأعادت إلى الواجهة حقيقة تاريخية مفادها أن أقباط السودان هم الامتداد الطبيعي لأقباط مصر، وأن الجغرافيا المتبدلة لا تُلغي وحدة الروح ولا تقطع جذور الانتماء الكنسي والإنساني العميق.
تجوّل الوفد داخل الدير وتعرّف على معالمه التاريخية وأماكنه المقدسة، وتوقّف بخشوع عند مزاري قداسة البابا شنوده الثالث ونيافة الأنبا صرابامون، حيث استحضر الزائرون سير الآباء الذين حملوا على عاتقهم تراث الكنيسة وصانوا الإيمان على مدى أجيال.
وفي ختام الزيارة، قدّم نيافة الأنبا أغابيوس الهدايا التذكارية للوفد الزائر، في لفتة تعبّر عن المحبة الأخوية والاحتفاء بالتواصل الحيّ بين جناحي الكنيسة في مصر والسودان.
تأتي هذه الزيارة لتؤكد أن ما يجمع بين الشعبين المصري والسوداني ليس مجرد روابط جغرافية أو مصالح مشتركة، بل تاريخ عميق من التلاقي الإنساني والحضاري، وتشابه في الملامح الثقافية والقيمية، وفي مقدمها الإخلاص، النخوة، والإيمان الجذري بالوطن والكنيسة. وفي القلب من كل ذلك، تظل الكنيسة القبطية، في امتدادها الجغرافي والروحي، شاهدة على وحدة لا تنكسر، ورسالة محبة تتجاوز الحدود.