المستشار نجيب جبرائيل يكتب ل” بوابة المصري الإخبارية “: خطورة تحول القيم الي سلعة
القيم شي جميل يمكن ان تكون قيما دينية مبعثها سلامة الانسان وسعادته وحثه علي عمل الخير وممكن ان تكون قيما اخلاقية مصدرها الأدباء والمفكرين سواء كانت قيم فلسفية في البحث والمعرفة والحكمة ويمكن ان تكون قيما اجتماعية للتعايش بانسجام مع الاخر وتكوين مجتمعا قويا مبني علي أسس العدالة والتنمية ويمكن ان تكون قيما حقوقية تدعو الي الحرية والمساواة وعدم التمييز والحرص علي كفالة الحريات
وتكمن الخطورة ليس في الموسسات الحاكمة انما من هم منوطين بنشر هذه القيم مثل رجال الدين او رجال علم الاجتماع او من دعاة حقوق الانسان
فان تحول رجل الدين او الداعية الي توظيف القيم الدينية من الاستغلال او حتي استقطاب طايفة من المجتمع للوصول الي اهداف نفعية او سياسية فإنه قد افرغ الدين وقيمه من مضمونها لانها اصبحت هذه القيم توزن كسلع واصبح الدين وتوظيفه علي غير مضمونه خطر وخاصة علي الشباب الاغر وايضاً استغلال القيم الاجتماعية والفلسفية الي سلع تهدد المجتمع مثلا افكار الآحاد او المثلية الجنسية
ثم اخيرا استغلال قيم حقوق الانسان لأغراض سياسية وتسييس هذه القيم كما هو الحال مثلا في الحروب وتجارة السلاح زعما لنصرة الشعوب الضعيفه ان هذا الاستغلال يفرغ هذه القيم من مضمونها
هكذا شهدت مصر في سبعينيات القرن الماضي جماعات استغلال آلدين حتي انتهي بنا الحال الي قنابل يناير ٢٠١١ الاخوانية والارهابية وانا لابري احدا من تفريغ هذه القيم فهناك في كل الاديان من يريد تحويل القيم الدينية الي سلع ومجرد طقوس
ولقد كان للفن المصري من أفلام عادل امام ومسلسلات وحيد حامد واسامه أنور عكاشة وكتب نجيب محفوظ خير دليل علي فضح هذا الاستغلال للقيم الدينية والاتجار بها علي حساب الوطن في ظل ضعف الدولة او بالاحري انشغالها في ظروف اقتصادية صعبه
هكذا نمت هذه الجماعات وترعرت تارة في الظلام وتارة في العلن
هكذا لابد ان يكون للمفكرين والتنوريينروالحقوققين دورا هاما في اعلاء هذه القيم للحد من استغلال هذه المفاهيم والتي اصبح استغلالها لتحقيق مصالح امضي من القنابل الفتاكة