المستشار ” عماد أبوهاشم ” يكتب من تركيا : سأقول لكم سرًا !
تعلمون أن صلاح الدين الأيوبى أسقط الخلافة الفاطمية فى مصر و قضى على الدولة العُبَيْدِيَّة الإسماعيلية التى امتدت فى شمال أفريقيا قرابة الثلاثة قرون ، و كان ذلك من أهم فتوحاته إن لم يكن أعظمها على الإطلاق ، فماذا فعل الإسماعيليون بعد ذلك ؟
بَقِىَ الإسماعيليون و هم أئمة غلاة الشيعة فى مصر و بلدان شمال أفريقيا ـ بعد زوال دولتهم ـ تنتظمُهم جماعاتٌ و فرقٌ سريةٌ تنتهج معتقدهم الباطنى تحت ستار التصوف تارةً أو التطرف بمذاهب السنة تارةً أخرى و هو ما يُعرَف لدى الشيعة بالتقية ، إلا أنهم بين الحين و الآخر ـ و كلما سنحت الفرصةُ ـ يوقظون بعض خلاياهم النائمة ثم يعيدونها بعد أداء المهام المنوطة بها إلى سُباتها التكتيكى .
هناك الكثير من الشواهد التى تؤكد أن أئمة الإسماعيلية أوجدوا شبكات اتصالٍ سريةً بين خلاياهم الممتدة ـ إلى يومنا هذا ـ فى الكثير من البلدان على نحوٍ يجعلها مترابطةً يشد و يدعم بعضها بعضًا ، كما أنهم دعموا نفرًا من المغاربة هاجروا إلى مصر و أجوارها يدَّعون ـ هم أو أولادُهم ـ الولاية تارةً أو يتخذون سَمْتَ الإصلاحيين تارةً أخرى ثم ساعدوا فى نسج الخزعبلات و الأساطير حول أشخاص هؤلاء لجذب الأتباع و المريدين ، فهل يعلم الأتباع و المريدون حقيقة أمرهم ؟
المعتقدات الباطنية للمذهب الإسماعيلى تقتصر ـ فقط ـ على طبقة الكهنوت الأعلى وفقًا لقاعدة التقية ، و لا يًسمّح إلا بتداول النَزر اليسير منها بشرط اختبار استعداد التابع أو المريد لتقبلها و الإيمان بها ، كما أن انتهاجهم شكل الهياكل العنقودية لتنظيماتهم لا يُرشِّح ـ البتة ـ تداول الأسرار التى سُمِحَ لإحدى خلايا التنظيم بالاطلاع عليها إن لم يكن إذعانًا ليمين الولاء الذى يحلفه التابع أو المريد لشيخه بالطاعة وعدم إفشاء الأسرار فإنه يتحتم بسبب انفصال الخلايا العنقودية تلك عن بعضها البعض تمام الانفصال بحيث لا يتسنى أن تعرفَ إحداها الأخرى ، و بالتالى فإن جُلَّ الأتباع و المريدين لا يعرفون المعتقدات الباطنية للهيكل التنظيمى الذى ينخرطون فيه .
و فى مصر تنحشر أئمة هذه الجماعات و الفرق و يتجمع الكثيرون من أتباعها فى العديد من المناطق و النواحى على رأسها طنطا و القاهرة و الإسكندرية و الفيوم و بعض محافظات الصعيد ؛ الأمر الذى يستدعى المزيد من الدراسات السوسيولوجية و الديموغرافية لمواطن تجمعاتهم و دراسة الميثولوجيا الخاصة بمعتقداتهم الباطنية لانتقاء الأساليب الفُضلى للتعامل معهم و اتقاء شرورهم ، إذا استوعبتم ذلك ، فماذا سيكون شعوركم إذا عرفتم أن هناك الكثير من الشواهد التى تُرجِّح أن محمد على باشا الكبير مؤسس الدولة العلوية فى مصر كان بِكْتَاشِيًّا عَلَوِيًَّّا ؟
.