المستشار عماد أبوهاشم يكتب من تركيا : لماذا أكتبُ عن الإخوان ؟
يدَّعى الإخوان في تعليقاتهم ـ تبريرًا لما أكتبُه عنهم ـ أننى ممن يَصْدُق فيهم قول رسولنا الكريم ” و إذا خاصم فجر ” من حديثه الشريف الذى رواه البخارىُّ فى لفظه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ” أربعٌ من كُنَّ فيه كان منافقًا خالصًا ، و من كانت فيه خَصْلةٌ منهن كانت فيه خَصْلةٌ من النفاق حتى يدعها : إذا اؤتمن خان ، وإذا حدَّث كذب ، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر .” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فياللعجب كيف يتحدثون حديثًا مُفْتَرىً كحديثهم هذا و ليس بينى و بين أحدٍ منهم نزاعٌ أو خصومةٌ ليدَّعوا جُزافًا أننى أفْجُر في مُخاصمته ؟ و ماذا فعلتُ ليُنزِلوا بى اتهامًا كهذا ؟ هل افتريتُ الكذب على أحدٍ منهم أو أرسلتُ القول فيهم دون بيِّنةٍ أو دليلٍ كما ـ هم ـ يفعلون ؟ هل انزلقْتُ إلى مُنْكَر القول و فاحشه كدأْبهم فيما يقولون ؟ هل نقضْتُ لله عهدًا بينى و بين أحدٍ كما ألفيناهم على أعقابهم ينقلبون و عن عهودهم يَنْكصون ؟ هل ألفيتمونى خُنْتُ أمانةً عندى كما خانوا ـ هم ـ أماناتهم فضاع الحق بينهم ؟
يَتَقَوّلون الزُّور أنى أفْجُر في الخصومة معهم ، فأين المُخاصمة و أين الخصوم ؟ إلا إذا كانوا يُنزِلون قول الحق مَنْزِلة الخِصام و يَصِمون الثبات عليه بالفُجور و العناد ، فإذا كان هذا معتقدهم الذى به يؤمنون ، فلماذا يَفْجُرُون ـ هم ـ في خصوماتهم اللاتى يفتعِلْنها كلما خالفهم الرأى بشرٌ و لو كان ذا قُربى ؟ و لماذا يُفحشِون القول له و يستَحِلُّون دينه و دمه وعرضه بَغْيًا بغير الحق ؟ أيأمرون الناس بالبر و ينسَون أنفسهم ؟ إنهم إذْ يرموننى ـ بغيًا ـ بخَصْلةٍ من خِصال النفاق فقد اجتمعت فيهم كل خصاله ليكون النِّفاق فيهم خالصًا مُكْتَمِل الخِصال .
لا يَحْدُونى إلى الكتابة عنهم إلا تَبصرة الناس بحقيقة أمرهم إذْ إنهم يتَّخِذون ديْنَنَا هُزُوًا و لَعِبًا يتَّجِرون به فيَلْوُون ألسنتَهم بالكتاب ليأكلوا بآياته ثمنًا قليلًا و يُلبِسون الحق بالباطل و يكتمون الشهادة و هم يعلمون امتهانًا للدين و توظيفًا لشعائره في الدعوة لفاشيتهم السياسية الممولة من الخارج ، ليس هذا فحسب بل إنهم يطمحون إلى احتكار الدين فيحاربون كل داعيةٍ إلى الله إن لم يكن فردًا في قطيعهم و يختزلون الإسلام و المسلمين في جماعتهم ضاربين ـ في تمثيله ـ أسوأ الأمثالِ و مُنَفِّرِين الناس من شريعتنا الغَرَّاء ، فمن أجل الإسلام الذى ادَّعَوا زُورًا خدمته آزرتُهم مِنْ قَبْلُ و مِنْ أجله أيضًا ـ بعدما أيقنتُ أنْ لا شأن لهم به ـ فأنا أدرأ بالله في نحورهم و أستعيذ به من شرورهم و أستعين به عليهم .